أموالهما ، وكان ذلك في سنة ٢٣٣ ، وكان عمر محبوساً ببغداد ، ومحمد محبوساً بسر من رأى ، فأقاما سنتين » .
وقال الطبري « ٧ / ٣٤٧ » : « فدفع إلى إسحاق بن إبراهيم بن مصعب ، فحبس عنده وكتب في قبض ضياعه وأمواله ... وأصيب له بالأهواز أربعون ألف دينار ، ولأخيه محمد بن فرج مائة ألف دينار وخمسون ألف دينار ، وحمل من داره من المتاع ستة عشر بعيراً فرشاً ، ومن الجوهر قيمة أربعين ألف دينار » .
أقول : كان محمد بن الفرج رحمهالله عالماً تقياً مؤلفاً ، ويظهر أن سبب قبوله ولاية مصر أن المتوكل جعل ولايتها لابنه المنتصر فولاه عليها .
ولا بد أن يكون محمد استأذن الإمام الهادي عليهالسلام لأنه ملتزم بطاعته ، ومكانته عنده جليلة ، وقد أرسل اليه ينبهه الى الإستعداد لغضب المتوكل !
ففي الكافي « ١ / ٥٠٠ » عن النوفلي قال : « قال لي محمد بن الفرج : إن أبا الحسن عليهالسلام كتب إليه : يا محمد أجمع أمرك وخذ حذرك . قال : فأنا في جمع أمري لست أدري ما كتب إلي حتى ورد عليَّ رسولٌ حملني من مصر مقيداً ، وضَرَبَ على كل ما أملك « صادره » ! وكنت في السجن ثمان سنين .
ثم ورد عليَّ منه عليهالسلام في السجن كتاب فيه : يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي . فقرأت الكتاب فقلت : يكتب إليَّ بهذا وأنا في السجن ، إن هذا لعجب ! فما مكثت أن خُلِّيَ عني ، والحمد لله » .