فتشاوروا بينهم ثم قالوا له : هل يجوز إهداء القرآن ؟ قال نعم . قالوا له : أنت كالقرآن لا نبيعك بيعاً ، بل نهديك لوكيل الخليفة هديةً !
وكان الخليفة يختار القادة الكبار لجنده ، لكنه كان ملزماً بتعيين من يرضون قيادته ويحبونه ، فكان القائد التركي الناجح هو الذي يكسب رضا الجنود ورضا الخليفة ، ورضا القائد الأكبر منه .
وكان كبار قادة الأتراك : إيتاخ الذي قتله المتوكل ، ووصيف ، وابنه صالح ، وبُغا الصغير ، وبُغا الكبير ، وموسى بن بغا ، وبايكباك ، وأوتامش .. الخ .
أما المستوى الثقافي والسلوكي لهم فكان واطئاً خشناً ، وقل منهم من دخل الإيمان قلبه ، واتصف بالتقوى والورع ، أو تصرف بنبل ومكارم أخلاق . وسترى نماذج من تصرفاتهم وقسوتهم !
أجيال الترك الأوائل لم يدخل الإيمان في قلوبهم
كان غالب المماليك الترك من آسيا الوسطى ، قرب الصين ومنغوليا ، وأصولهم مغولية أو قريبة منها ، وكلهم يقدسون جنكيز خان ، ويرجعون في خلافاتهم الى شريعته المكتوبة بإسم : اليَاسَة !
وحتى الذين أسلموا منهم كانوا يقدسون الياسة ويقبلون أحكامها !
لافرق في ذلك بين مماليك المعتصم ، ومغول هولاكو الذين حكموا العراق ، والمماليك الشراكسة الذين حكموا مصر وسوريا ، فكلهم يقدسون الإلياسة ، ويشربون الخمر ويفعلون الفواحش ، لا تكاد تستثني منهم أحداً !