وفي موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر ، بقلم هيئة التحرير / ٦٢٨ : « يُعد الخليفة المعتصم أول من بدأ بجلب المماليك الأتراك ، ليقوى بهم في الحروب التي واجهته ، وليكونوا موضع ثقته ، بعد أن خاف أن يكون هوى الجند العرب مع منافسيه العلويين » !
أقول : كانت أم المعتصم تركية فكان يجيد التركية ، واعتنى باقتناء غلمان الترك لحراسته : « وكان يجلبهم من بلاد ما وراء النهر ، من سمرقند وفرغانة والسند ، وأشروسنة والشاش والقوقاز ، وأعالي نهر جيحون وخوارزم ونيسابور ومرو ، وبلغاريا الممتدة من بحر قزوين إلى الأدرياتيكي . وراجت بسببه تجارة الرقيق الترك ، ونشط يهود سكسونيا الشرقية ، وأنشؤوا مراكز تجمع للرقيق ، ومراكز خصاء ، فبلغ ما اقتناه المعتصم منهم بضعة عشر ألفاً ، ثم تزايد العدد أضعافاً .
وكانوا يسلمون المماليك إلى فقهاء ليربوهم على الإسلام ، ثم يلحقونهم بالخدمة العسكرية ، ثم يرقُّونهم من الإسطبلات إلى الحراسة الأمنية ، إلى قيادة عشرة ، إلى إمارة السرايا والجيوش » . « تحفة الترك « ١ / ٧ » لنجم الدين الحنفي المتوفى ٧٥٨ » .
وقد راجت تجارة الغلمان خاصة من آسيا الوسطى ، وصار العصابات تسرق الناس لتبيعهم الى الخليفة ووكلائه !
ومن رواياتهم أنهم سرقوا جماعة كان فيهم عالم دين ، فكانوا في طريقهم يَحُلُّون وثاقه ليصلي بهم إماماً ، فقال لهم يوماً : هل يجوز بيع القرآن ؟ قالوا : لا ، فقال : إن الإمام كالقرآن فلا يجوز لكم بيعي فأطلقوني !