الأمر له والقيام به من بين الناس . فلما فلج أحمد بن أبي دؤاد في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ، أول ما وليَ المتوكل الخلافة ، ولَّى المتوكل ابنه محمد بن أحمد أبا الوليد القضاء ومظالم العسكر مكان أبيه ، ثم عزله عنها يوم الأربعاء لعشر بقين من صفر سنة أربعين ومائتين ، ووكل بضياعه وضياع أبيه .
ثم صولح على ألف ألف دينار ، وأشهد على ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهم وَحَدَّرَهُم إلى بغداد ، وولي يحيى بن أكثم ما كان إلى ابن أبي دؤاد » .
فكان المتوكل يمهد تمهيدات لضرب ابن دؤاد ، الى أن تم عزله في سنة ٢٣٧ ، وجاء بابن حنبل الى سامراء ، واتخذه مرجعاً .
قال ابن أحمد بن حنبل : « لما دخلنا إلى العسكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل ، فلما حاذى بنا قالوا : هذا وصيف ، وإذا فارس قد أقبل فقال لأحمد : الأمير وصيف يقرؤك السلام ويقول لك : إن الله قد أمكنك من عدوك ، يعني ابن أبي دؤاد ، وأمير المؤمنين يقبل منك فلا تدع شيئاً إلا تكلمت به » . « تاريخ الذهبي : ١٨ / ١١٩ » .
وهذا يدل على أن وصيفاً اتفق مع المتوكل ، وكان مهتماً بأن تكثر الشكاية من ابن أبي دؤاد لتبرير عزله ، وإعلان مرجعية أعدائه القائلين بقدم القرآن والتشبيه .
احتفل المتوكل بمرجعية أحمد وإنزال رأس ابن نصر !
وكان عزل ابن دؤاد وتولية خصمه ابن أكثم ، وإنزال جثة ابن نصر ، ودعوة أحمد الى سامراء وإعلان مرجعيته . كل ذلك حول شهر رمضان سنة ٢٣٧ .