أسس حزب أهل الحديث أو الصاعدية
أسس المتوكل مجموعة في بغداد من العوام الخشنين وسماهم : أهل الحديث ، والمحدثين ، وأهل السنة . وسماهم المسلمون : مجسمة الحنابلة ، والنواصب .
وروى الذهبي سخرية البغوي الإمام المعروف ، من إسم أهل الحديث ، ومن رئيسهم ابن صاعد ، فقال في سير أعلام النبلاء : « ١٤ / ٤٤٩ » : « اجتاز أبوالقاسم البغوي بنهر طابَق على باب مسجد ، فسمع صوت مُسْتَمْلٍ فقال : من هذا ؟ فقالوا : ابنُ صاعد . قال : ذاك الصبي ! قالوا : نعم . قال : والله لا أبرحُ حتى أُملي هاهنا ! فصعد دكةً وجلس ، ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد . ثم قال : حدثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدثون ! وحدثنا طالوت قبل أن يولد المحدثون ! وحدثنا أبونصر التمار . . فأملى ستة عشر حديثاً عن ستة عشر شيخاً ، ما بقي من يروي عنهم سواه » !
يقول البغوي : أن هؤلاء الصبيان الذين سمَّوْهم المحدثين ، إنما هم أحداث ، لا علم عندهم ، وقد جمعهم المتوكل حول أحمد بن حنبل ، وجعله إماماً لهم !
ومعنى قوله : حدثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدثون ! أن الحديث والمحدثين كانوا قبل هذه الفئة الذين سموا أنفسهم أهل الحديث ، وأحمد بن حنبل نفسه كان محدثاً ، ولم يكن إمام فئة تسمى أهل الحديث .
فالمتوكل هو الذي حَنْبَلهم ، وجعل ابن حنبل إماماً لهم ، فصار الإمام أحمد .