والمتوكل هو الذي بَخَّرهم ، فقد تبنى أحمد ومسنده ، وتبنى أحمد البخاري ، فصار كتابه الصحيح الرسمي مع مسند أحمد .
وابن صاعد الذي سخر منه البغوي هو : يحيى بن محمد بن صاعد . وهو غلامٌ عباسي معرق ، فجده من غلمان أبي جعفر المنصور . « كتاب العرش لابن أبي شيبة / ٢٦ » .
وتعرف طريقة تفكير ابن صاعد وحزبه المتطرف ، من قصته مع الحافظ الإمام ابن عقدة ، المشهود له عند جميع المسلمين !
ففي تاريخ بغداد « ٥ / ٢٢١ » : « روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثاً أخطأ في إسناده ، فأنكر عليه ابن عقدة الحافظ ، فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى الوزير علي بن عيسى ، وحبس بن عقدة فقال الوزير : من يَسأل « ابن صاعد » ويَرجع إليه ؟ فقال : ابن أبي حاتم ، قال فكتب إليه الوزير يسأله عن ذلك فنظر وتأمل ، فإذا الحديث على ما قال ابن عقدة ، فكتب إليه بذلك ، فأطلق ابن عقدة وارتفع شأنه .
سمعت بن الجعابي يقول : دخل ابن عقدة
بغداد ثلاث دفعات ، فسمع في الدفعة الأولى من إسماعيل القاضي ونحوه ، ودخل الثانية في حياة ابن منيع وطلب مني شيئاً من حديث يحيى بن صاعد لينظر فيه ، فجئت إلى ابن صاعد وسألته أن يدفع إليَّ شيئاً من حديثه لأحمله إلى ابن عقدة ، فدفع إليَّ مسند علي
بن أبي طالب فتعجبت من ذلك ، وقلت في نفسي كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به مع اتساعه في حديث الكوفيين ، وحملته إلى ابن عقدة فنظر فيه