قال : وقال بعضهم كان قد أعد خمس مائة وصيفة ، وأمر بصنعة أباريق الذهب والفضة وتماثيل الظباء ورؤوس السباع والأيايل وغير ذلك ، فلما فرغ من ذلك كله كتب إليه الوليد يستحثه فسرح الهدايا حتى بلغ أوائلها ببيهق ، فكتب إليه الوليد يأمره أن يبعث إليه ببرابط وطنابير ، فقال بعض شعرائهم :
أبشرْ يا أمينَ الله |
|
أبشر بتباشيرْ |
بإبلٍ يحُمل الما |
|
لُ عليها كالأنابيرْ |
بغالٌ تحمل الخمرَ |
|
حقائبُها طنابيرْ |
ودَلُّ البربريات |
|
بصوتِ البّمِّ والزِّيرْ |
وقرع الدفِّ أحياناً |
|
ونفخٍ بالمزاميرْ |
فهذا لك في الدنيا |
|
وفي الجنة تحبيرْ » . |
وقال الدكتور شفيق جاسر أحمد في كتابه : المماليك البحرية « ١ / ١٠٩ » : « رُويَ عن أبي جعفر المنصور أنه سأل أحد الأمويين عمن وجدوا عندهم الوفاء بعدما أصابهم ؟ فقال : الموالي ، فقرر المنصور أن يعتمد على مواليه ويستعين بهم . وكان الخليفة المأمون العباسي أول من استكثر من المماليك ، ثم تلاه أخوه المعتصم الذي أراد أن يحد من نفوذ جنوده من الفرس والعرب ، فكون جيشاً أغلبه من التركمان . كان يشتريهم صغاراً ويربيهم ، حتى وصل عددهم إلى عشرين ألفاً » .
وفي الفخري في الآداب السلطانية « ١ / ٢٢٨ » : « وقيل إن المعتصم استكثر من المماليك ، فضاقت بهم بغداد وتأذى بهم الناس وزاحموهم في دورهم ، وتعرضوا للنساء ، فكان في كل يوم ربما قتل منهم جماعة .. وسار إلى موضع سامرا فبناها ، وكان ذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين » .