والحديث يدل على أن الحاجب زرافة كان يعرف الصقر ويحترمه ، وكان يميل الى الشيعة ، وقيل يكتم تشيعه عن المتوكل ، وقد روى مدحه في الهداية الكبرى .
٣. لايبعد أن يكون الصقر من أولاد أبي دلف العجلي القائد المعروف الذي خرج على هارون الرشيد ، ثم اتفق معه وصار والياً على بلاد الجبل من إيران ، وأسس مدينة كرج . وقد كتبنا عنه في القبائل العراقية : قبيلة عِجل بن لُجَيْم .
وكان أبو دلف شيعياً متشدداً ، وسكن قسم من أولاده في بغداد وآخرون في الحلة ، وبقي قسم منهم في الجبل ، ويشمل همدان وأصفهان وغيرهما ، ومنهم ولاة في زمن الواثق والمتوكل .
٤. سؤال الصقر عن معنى الأيام في الحديث النبوي ، يدل على تعمقه في التشيع فقد كان مطروحاً وقتها موقع الأئمة عليهمالسلام التكويني ، وتفسير قوله تعالى : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ . « التوبة : ٣٦ » .
وكان في عصره بوادر ظهور مذاهب الغلو في بغداد ، وأشهرها مذهب الحلاج والشلمغاني ، وبشار الشعيري الذي عرف أتباعه بالكرخية المخمسة ، وهو مذهب مأخوذ من مذهب الحلول المجوسي ، قالوا : « إن سلمان الفارسي والمقداد وعماراً وأبا ذر وعمر بن أمية الضمري ، هم الموكلون بمصالح العالم ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً » . « خلاصة الأقوال للعلامة / ٣٦٤ » .