فأسمع منهم وأعامل كل واحد بما يستحقه . فأنا ذات يوم جالسٌ إذ ورد كتاب عامل بكفرتوثي يذكر أنه قد وجه إليَّ برجل يقال له إدريس بن زياد ، فدعوت به فرأيته وسيماً قسيماً قبلته نفسي ، ثم ناجيته فرأيته ممطوراً ورأيته من المعرفة بالفقه والأحاديث على ما أعجبني ، فدعوته الى القول بإمامة الإثني عشر عليهمالسلام فأبى وأنكر عليَّ ذلك وخاصمني فيه !
وسألته بعد مقامه عندي أياماً أن يهب لي زَوْرَةً الى سر من رأى لينظر الى أبي الحسن عليهالسلام وينصرف فقال لي : أنا أقضي حقك بذلك .
وشخص بعد أن حملته ، فأبطأ عني وتأخر كتابه ، ثم إنه قدم فدخل إليَّ فأول ما رآني أسبل عينيه بالبكاء ، فلما رأيته باكياً لم أتمالك حتى بكيت ، فدنا مني وقبل يدي ورجلي ثم قال : يا أعظم الناس منةً ، نجيتني من النار وأدخلتني الجنة .
وحدثني فقال لي : خرجت من عندك وعزمي
إذا لقيت سيدي أبا الحسن عليهالسلام
أن أسأله من مسائل ، وكان فيما أعددته أن أسأله عن عرق الجنب ، هل يجوز الصلاة في القميص الذي أعرق فيه وأنا جنب أم لا ؟ فصرت الى سر من رأى ، فلم أصل إليه وأبطأ من الركوب لعلة كانت به ، ثم سمعت الناس يتحدثون بأنه يركب ، فبادرت ففاتني ودخل دار السلطان فجلست في الشارع ، وعزمت أن لا أبرح أو ينصرف . واشتد الحرُّ عليَّ فعدلت الى باب دار فيه ، فجلست أرقبه ونعست فحملتني عيني فلم أنتبه إلا بمقرعة قد وضعت على كتفي ، ففتحت عيني فإذا هو مولاي أبوالحسن عليهالسلام
واقف على دابته ، فوثبت فقال لي : يا إدريس