وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولأهل بيته ، وكان يقصد من يتولى علياً وأهل بيته بأخذ المال والروح ! وكان من جملة ندمائه عبَّادة المخنث ، وكان أصلع فيشد تحت ثيابه مخدة ويكشف رأسه ويرقص والمغنون يغنون . . » .
وروى ذلك عمر بن الوردي في تاريخه « ١ / ٢١٦ » ، وقال : « وكان يجالس من اشتهر ببغض علي ، كابن الجهم الشاعر ، وأبي السمط ، وكان من أحسن الخلفاء سيرةً ، ومنع القول بخلق القرآن ، فغطى ذمه لعليٍّ على حسناته . قلت :
وكم قد مُحِي خيرٌ كما انمحتْ |
|
ببغض علي سيرة المتوكل |
تعمق في عدلٍ ولما جنى على |
|
جناب عليٍّ حطه السيلُ من علِ » |
ولا ندري ماذا رأى ابن الوردي من « عدالة » المتوكل ! وقد روى بغضه لعلي عليهالسلام عامة المؤرخين ، فهو شهادةٌ متواترةٌ بأنه ناصبيٌّ منافق ، وقد قال ابن حجر في فتح الباري « ١ / ٦٠ » : « وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي أن النبي صلىاللهعليهوآله قال له : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق » .
وقال في فتح الباري « ٧ / ٥٧ » : « وفي الحديث تلميحٌ بقوله تعالى : قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ، فكأنه أشار إلى أن علياً تام الإتباع لرسول الله صلىاللهعليهوآله حتى اتصف بصفة محبة الله له ، ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق » .
كما رووا أن من يبغض علياً عليهالسلام لا يكون ابن أبيه ! ففي الصحيح عن جابر بن عبد الله الأنصاري : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « بَوِّروا أولادكم بحب علي بن أبي طالب أي اختبروا طيب ولادتهم بحبه . وقال جابر : كنا نُبَوِّرُ أولادنا بحب علي » .