شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومأتين . وكان مولده يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب ، سنة أربع عشرة ومأتين ، وأقام بسر من رأى داره إلى أن توفي : عشرين سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام . وكانت إمامته ثلاثاً وثلاثين سنة وسبعة أشهر » .
وفي تذكرة الخواص لابن الجوزي الحنبلي « ١ / ٣٢٢ » : « وكنيته أبوالحسن العسكري وإنما نسب الى العسكري ، لأن جعفر المتوكل أشخصه من المدينة الى بغداد الى سر من رأى ، فأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر . قال علماء السير : وإنما أشخصه المتوكل من مدينة رسول الله الى بغداد لأن المتوكل كان يبغض علياً وذريته ، فبلغه مقام علي بالمدينة وميل الناس اليه فخاف منه ، فدعا يحيى بن هرثمة وقال : إذهب الى المدينة وانظر في حاله وأشخصه الينا .
قال يحيى : فذهبت الى المدينة فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجاً عظيماً ، ما سَمِع الناس بمثله خوفاً على عليٍّ ، وقامت الدنيا على ساق لأنه كان محسناً اليهم ملازماً للمسجد ، لم يكن عنده ميل الى الدنيا .
قال يحيى : فجعلت أسكِّنُهم وأحلف لهم
أني لم أؤمر فيه بمكروه ، وأنه لا بأس عليه ، ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم ، فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي وأحسنت عشرته . فلما قدمت به بغداد بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان والياً على بغداد ، فقال لي : يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله والمتوكل من تَعلم ، فإن حرضته عليه قتله وكان