فقد روى أبوالفرج أن محمد بن طاهر والي بغداد تشاءم من قتله يحيى بن عمر العلوي ، فأرسل عائلته الى خراسان ، لأنه كان يعتقد أن قتله لبني علي عليهالسلام سيسبب زوال ملكه ! « وأمر محمد بن عبد الله حينئذ أخته ونسوة من حرمه بالشخوص إلى خراسان ، وقال : إن هذه الرؤس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم قط إلا خرجت منه النعمة ، وزالت عنه الدولة ، فتجهزن للخروج » ! « مقاتل الطالبيين / ٤٢٣ » .
وبالفعل جاءهم الشؤم في الصراعات الداخلية بين خلفاء بني عباس ، ومات محمد بن عبد الله بن طاهر في حرب المعتز في أواخر سنة ٢٥٣ : فـ « اشتد وجد المعتز عليه ، وكان يرى أن الأتراك يهابونه من أجله » . « الأعلام : ٦ / ٢٢٢ » .
وانتهت دولة آل طاهر بعد قتلهم يحيى فما انتعشوا بعد ذلك ! « نثر الدرر : ١ / ٢٦٥ » .
ويؤكد ما ذكرنا من اعتقاد بني طاهر بأهل البيت عليهمالسلام ما رواه الصدوق في الخصال / ٥٣ : « عن محمد بن عبد الله بن طاهر قال : كنت واقفاً على أبي وعنده أبوالصلت الهروي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن محمد بن حنبل ، فقال أبي : ليحدثني كل رجل منكم بحديث ، فقال أبوالصلت الهروي : حدثني علي بن موسى الرضا ، وكان والله رضاً كما سمي ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الايمان قولٌ وعملٌ فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل : ما هذا الإسناد ؟ فقال له أبي : هذا سُعُوطُ المجانين ، إذا سُعِطَ به المجنون أفاق » .