العرب فإذا قطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك ... إلىٰ آخر كلامه عليهالسلام » (١).
ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : « المستشار مؤتمن » (٢) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الدين النصيحة » (٣) ؛ عليه : كيف نتصوّر أن يكون موقف الإمام عليهالسلام وقد أقبل إليه مَن يستشيره في قضية لها مساس بأمر الإسلام والمسلمين ؟!!
فهو عليهالسلام لم يبخل يوماً بنصيحته علىٰ مسلم فضلاً عمّن صار عنواناً لخلافة المسلمين عند الناس ، وحسبك من ذلك : كثرة رجوع الخلفاء الثلاثة إليه ، واجتهاده بالنصيحة لهم ؛حفاظاً علىٰ قوّة الإسلام واشتداد عوده ..
وقد اعترف الخلفاء بجميل صنعه بهم ، وعلوّ كعبه عليهم في هذا الجانب في أقوال عديدة ، نذكر منها :
القول المشهور لعمر بن الخطّاب : لولا عليّ لهلك عمر (٤).
وقوله : لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن (٥).
__________________
(١) راجع بقيّة كلامه عليهالسلام في نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٣٠.
(٢) مسند أحمد ٥ / ٢٧٤.
(٣) مسند أحمد ١ / ٣٥١.
(٤) ذخائر العقبىٰ : ٨٢ ، تأويل مختلف الحديث : ١٥٢ ، فيض القدير في شرح الجامع الصغير ـ للمناوي ـ ٤ / ٤٧٠ ، مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح ١١ / ٢٥٢ ..
وقد اشتهر بين المحدّثين أنّ عمر قالها في سبعين مورداً ; راجع : بعض تلك الموارد مع مصادرها من كتب أهل السُنّة في إحقاق الحقّ ٣ / ١٠٢ و ٨ / ١٨٢ و ١٩٢ ، وهذا الكتاب لا يستشهد إلاّ بكتب أهل السُنّة خاصّة.
(١) أنساب الأشراف : ٩٩ ، فتح الباري ١٣ / ٢٨٦ ، فيض القدير ٤ / ٤٧٠ ، تاريخ دمشق ٢٥ / ٣٦٩ ، الطبقات الكبرىٰ ٢ / ٣٣٩.