عليه النبيّ من الميثاق في ذلك (١). انتهىٰ.
فانظر ـ عزيزي القارئ ـ إلىٰ كلام شارحي النهج : ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي ، والشيخ محمّد عبده ، اللّذين خبرا كلام الإمام عليهالسلام ، ثمّ قارنه بكلام الدليمي السابق وفهمه لكلامه عليهالسلام هنا ..
ومَن قرأ كتب الحديث عَلِم الأمر والميثاق اللّذين عناهما الإمام عليهالسلام هنا ، وأشار إليهما علاّمة المعتزلة ، والشيخ محمّد عبده في شرحيهما ؛ فقد روى المتّقي الهندي في كنزه : عن ابن أبى شيبة والحارث والبزّار والحاكم والعقيلي والبيهقي في الدلائل ، كلّهم عن عليّ عليهالسلام ، قال : إنّ ممّا عهد إليَّ النبيّ ( صلّىٰ الله عليه وسلم ) أنّ الأُمّة ستغدر بي من بعده (٢).
وفي حديث رواه الحاكم وصحّحه ، ووافقه الذهبي : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال مخاطباً عليّاً عليهالسلام : « إنّ الأُمّة ستغدر بك بعدي ، وأنت تعيش علىٰ ملّتي ، وتُقتل علىٰ سُنّتي ، مَن أحبّك أحبّني ، ومَن أبغضك أبغضني ، وإنّ هذه ستخضب من هذه ـ يعني لحيته من رأسه ـ » (٣).
وروى يونس بن حبّاب ، عن أنس بن مالك ، قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ بن أبي طالب معنا ، فمررنا بحديقة فقال عليّ : يا رسول الله ! ألا ترىٰ ما أحسن هذه الحديقة ! فقال : إنّ حديقتك في الجنّة
__________________
(١) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٨٩.
(٢) كنز العمّال ١١ / ٢٩٧ ; وأيضاً يرويه عن غير واحد بلفظ : عهد معهود أنّ الأُمّة ستغدر بك بعدي ، البداية والنهاية ٦ / ٢١٨ ، تاريخ بغداد ١١ / ٢١٦ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٤٧.
(٣) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٥٣ ، تلخيص المستدرك ـ للذهبي ـ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٧ عن الدارقطني في الأفراد ، والحاكم ، والخطيب ، كلّهم عن عليّ عليهالسلام ، تاريخ بغداد ١١ / ٢١٦ ، البداية والنهاية ٦ / ٢٤٤ ، ٧ / ٣٦٠.