أخرج البخاري في صحيحه : عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « يرد علَيَّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيُحلّؤن (١) عن الحوض ، فأقول : يا ربّ ! أصحابي ، فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا علىٰ أدبارهم القهقرىٰ » (٢).
وعن أبي هريرة أيضاً ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « بينا أنا قائم إذا زمرة ، حتّىٰ إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم. فقال : هلمّ. فقلت : أين ؟ قال : إلىٰ النار والله. قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك علىٰ أدبارهم القهقرىٰ. ثمّ إذا زمرة ، حتّىٰ إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم. فقال : هلمّ. فقلت : أين ؟ قال : إلىٰ النار والله. قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدّوا علىٰ أدبارهم القهقرىٰ ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم » (٣).
أقول :
ومَن قرأ قوله تعالىٰ : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ) (٤) ، ثمّ قرأ قوله تعالىٰ :
__________________
(١) أي : يُطردون ويُبعدون.
(٢) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ كتاب الرقاق ، باب : في الحوض.
(٣) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ..
قال في لسان العرب ١١ / ٧١٠ : وفي حديث الحوض : « فلا يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم » ، الهمل : ضوالّ الإبل ، واحدها : هامل ; أي : إنّ الناجي منهم قليل في قلّة النعم الضالّة.
(٤) سورة آل عمران : الآية ١٤٤.