كان يسّر الله لنفسي فعلا هو أشدّ ملكاً منّي ، فقد كفاني الله ذلك الفعل ، فأكون علىٰ أمن من الخطأ فيه (١). انتهىٰ.
فهل كفىٰ الله عزّ وجلّ أمير المؤمنين عليهالسلام من نفسه ما هو أملك به منه ، ويسّر له فعلاً هو أشدّ ملكاً منه ينتصر به علىٰ نفسه ويأمن الخطأ في فعله ، كما هو مراد الاستثناء من كلامه عليهالسلام ، الّذي غضّ الدليمي الطرف عنه عمداً وتعميةً ؟!
ارجع إلىٰ ما ذكره الطبري بسنده إلىٰ سعيد بن قتادة ، الّذي قال عند تفسيره لآية التطهير : فهم أهل بيت طهّرهم الله من السوء ، وخصّهم برحمة منه.
وإلىٰ قول ابن عطية ـ في ما أورده النبهاني عنه في الشرف المؤبّد ، والمقريزي في فضل آل البيت ـ : والرجس اسم يقع علىٰ الإثم والعذاب ، وعلىٰ النجاسات والنقائص ، فأذهب الله جميع ذلك عن أهل البيت ... إلىٰ آخر الأقوال.
واعطف بنا ـ ثمّة ـ علىٰ نهج البلاغة نفسه ، لنرىٰ : هل كفىٰ الله تعالىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام أمر نفسه بما حباه من كمال العقل ، وعلوّ الهمّة ، وتمام الفطنة ، ممّا جعل نفسه صافية لا يشتبه عليها أمر الحقّ من الباطل ، وهو الأمر الّذي عنيناه في تعريفنا للعصمة سابقاً ؟!
قال عليهالسلام : « وإنّي لعلى بيّنة من ربّي ، ومنهاج من نبيّ ، وإنّي لعلىٰ الطريق الواضح ألقطه لقطاً » ..
__________________
(١) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٢٠١.