إلىٰ كتاب الله الكريم ، لوفّر علىٰ قارئ كتيّبه مشقّة الإجمال الّذي أوقعه فيه ، ولانقلَب منه القارئ علىٰ علم هدىً ومصباح دجىً في كيفية العودة إلىٰ كتاب الله العزيز والأخذ منه (١).
وسيأتي عند بيان النقطة الثانية عشرة أنّ الله سبحانه قد أمر المسلمين بالردّ إلىٰ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى أُولي الأمر ، كما في قوله تعالىٰ : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٢).
ومع هذا كلّه فنحن نلزم الكاتب بما ألزم به نفسه من العودة إلىٰ كتاب الله الكريم والأخذ بما وافقه وطرح ما سواه ، وندعوه ـ حسب دعوته ـ إلىٰ ترك كلّ الاجتهادات الّتي صدرت عن الخلفاء الثلاثة الأوائل مقابل النصوص القرآنية وعدم الالتزام بها (٣) ، وترك ما أفتىٰ به أئمّة أهل السُنّة مقابل النصوص القرآنية من قياسات واستحسانات ما أنزل الله بها من سلطان.
وعلىٰ سبيل المثال : هل يستطيع الكاتب أن يمتثل لأمر الله تعالىٰ في القرآن ويمسح رجله في الوضوء بدل الغسل ؛ لأنّ القرآن جاء بالمسح
__________________
(١) راجع مَن ذكر نزول قوله تعالىٰ : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) في أهل البيت عليهمالسلام : الطبري في تفسيره ، وابن كثير في تفسيره ، والآلوسي في تفسيره ، والقرطبي في تفسيره ..
وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير : عن جابر ، في معنىٰ هذه الآية ، قال : لمّا نزلت هذه الآية قال عليّ : « نحن أهل الذكر ».
(٢) سورة النساء : الآية ٨٣.
(٣) راجع كتاب : النصّ والاجتهاد ، للسيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي ; لتقف علىٰ عشرات الموارد الّتي اجتهد فيها بعض الصحابة مقابل النصوص القرآنية ، والّتي ما زال الكثير من المسلمين يأخذون بهذه الاجتهادات ويعملون بها رغم مخالفتها لصريح القرآن.