عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه ، فإن شغب شاغب استعتب ، فإن أبىٰ قوتل ، ولعمري لئن كانت الإمامة لا تنعقد حتّىٰ يحضرها عامّة الناس فما إلىٰ ذلك من سبيل ، ولكن أهلها يحكمون علىٰ من غاب عنها ، ثمّ لم يكن للشاهد أن يرجع وللغائب أن يختار ). ج ٢ ص ٨٦.
ـ ثمّ قال : ـ فتأمّل كيف جعل الإمامة تنعقد بالشورىٰ من أهلها وليس بالنصّ ؛ إذ لو كانت بالنصّ لَما صحّ أن يقول ما قال » (١).
إنّ هذا النصّ ، الّذي جاء به الكاتب من نهج البلاغة هنا ، يدحض تماماً دعواه بأنّ الامامة تنعقد بالشورىٰ ، وهو عليه لا له ; لأنّه لا يخفىٰ أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « إنّ أحقّ الناس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه » ، أي : سواء اختاره الناس أم لا ؛ لأنّ الناس لو اختاروا غيره يكون هو ـ حسب هذا النصّ ـ أحقّ ممّن اختاروه ، وهذا دليل واضح علىٰ بطلان الشورىٰ ..
ولا ريب ولا شكّ أنّ أقوى الناس علىٰ أمر الخلافة وأعلمهم بأمر الله فيها هو أمير المؤمنين عليهالسلام دون غيره ؛ فإنّ الخلفاء الثلاثة احتاجوا إليه وهو لم يحتج إلىٰ أحد ، كما دلّت عليه الحوادث الكثيرة.
وقوله عليهالسلام : « ولكن أهلها يحكمون علىٰ من غاب عنها » دليل واضح علىٰ بطلان الاختيار ; فهو يبيّن أنّ للخلافة أهلاً هم الحاكمون بأمرها وليس كلّ أحد ، وأهل الخلافة : الله جلّ وعلا ، ونبيّه الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإذا حكما ونصّا علىٰ الخليفة ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا
__________________
(١) ص.