وكان يقف ويطلب الهداية من المسلمين ويقول : إنّ لي شيطاناً يعتريني ، فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوّموني (١).
وكان يقول أيضاً : فإذا رأيتموني استقمت فاتّبعوني ، وإن رأيتموني زغت فقوّموني ، واعلموا أنّ لي شيطاناً يعتريني ، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني ، لا أُوثر في أشعاركم وأبشاركم (٢).
هذا مع أنّ الله جلّ شأنه قد قال في كتابه العزيز : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) (٣).
وقال : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) (٤).
وقال : ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ لشَّيَٰطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) (٥).
وقال : ( وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا ) (٦).
كما أنّ أبا بكر اعترف بأنّ بيعته كانت فلتة (٧) ، وقد قال عمر ـ وهو أوّل مَن اختاره للخلافة وبايعه ـ : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة وقىٰ الله شرّها (٨).
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٧ ، الإمامة والسياسة ١ / ٣٤ ، كنز العمّال ٥ / ٥٩٠.
(٢) المعجم الأوسط ٨ / ٢٦٧ ، كنز العمّال ٥ / ٦٣١ ، البداية والنهاية ٦ / ٣٣٤.
(٣) سورة الزخرف : الآية ٣٦.
(٤) سورة مريم : الآية ٨٣.
(٥) سورة الشعراء : الآيتان ٢٢١ ، ٢٢٢.
(٦) سورة النساء : الآية ٣٨.
(٧) سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٣١٥. والمراد بـ « الفلتة » : الأمر الّذي يقع من غير تدبّر ولا روية ؛ مجمع البحرين ٣ / ٤٢٤.
(٨) انظر : صحيح
البخاري ٨ / ٢٦ ، مسند أحمد ١ / ٥٥ ، مجمع الزوائد ٦ / ٥ ، السيرة