وأيضاً قد ذكرنا سابقاً ما يدلّ علىٰ أعلميّته عليهالسلام وفضيلته من هذه الناحية ; كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أعلم أُمّتي من بعدي : عليّ بن أبي طالب » ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أقضاكم عليّ » (١).
وفي حديث أخرجه الحاكم وصحّحه : عن أنس بن مالك ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام : « أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي » (٢).
وروي عن أبي ذرّ وسلمان : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ـ وقد أخذ بيد عليّ ـ : « إنّ هذا أوّل مَن آمن بي ، وهذا أوّل مَن يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصدّيق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأُمّة ، يفرّق بين الحقّ والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين » (٣).
وروىٰ أبو نعيم في الحلية : عن معاذ ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام : « يا عليّ ! أخصمك بالنبوّة ؛ فلا نبوّة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ، ولا يحاجّك فيها أحد من قريش ؛ أنت أوّلهم إيماناً بالله ، وأوفاهم
__________________
ولم يخرّجاه ، ذخائر العقبىٰ : ٧٠ في ذكر اختصاصه عليهالسلام بسيادة المسلمين وولاية المتّقين ، المعجم الصغير ٢ / ٨٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦٢٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٠٢.
(١) انظر : مصادر الحديثين في ص ١٥٩.
(٢) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٣٢.
(٣) المعجم الكبير ٦ / ٢٩٦ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٢ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٦ ، درّ السحابة : ٢٠٥ بلفظ : « هذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين » ؛ قال الشوكاني : أخرجه الطبراني في الكبير بإسنادٍ رجاله ثقات. انتهىٰ ..
واليعسوب : ملك النحل ، ومنه قيل للسيد : يعسوب قومه ؛ الصحاح ـ للجوهري ـ ١ / ١٨١.
وله شاهد من قول عليّ عليهالسلام ، رواه ابن ماجة في السُنن ١ / ٤٤ ، ٤٩ ، وهو : « أنا عبد الله وأخو رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب ، صلّيت قبل الناس لسبع سنين » ؛ قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢ : رواه أحمد وأبو يعلىٰ باختصار ، والبزّار والطبراني في الأوسط ، وإسناده حسن.