أود أن ألفت نظر القارئ الكريم إلىٰ أنّه بمعرفتنا أنّ العام الّذي انتصرت فيه القوّة الأُموية الغاشمة ، المتمثّلة بمعاوية ، علىٰ حكومة أهل البيت عليهمالسلام ، المتمثّلة بالإمام الحسن عليهالسلام ، سُمّي بـ : « عام الجماعة ».
ومن ملاحظتنا السابقة بأنّ الأُمويين جعلوا سبّ عليّ عليهالسلام سُنّة يشبُّ عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ، حتّىٰ إنّهم كانوا يتصايحون بوجه أميرهم الّذي ينزل من المنبر ولم يسبّ عليّاً عليهالسلام ويقولون له : السُنّة السُنّة ! تركت السُنّة ..
من ذلك كلّه نعلم أنّ الأُمويّين هم المقصودون بتسمية : « أهل السُنّة والجماعة » ، أي أنّهم أهل سُنّة سبّ عليّ عليهالسلام ، والاجتماع علىٰ بغضه ومعاداته ، ومعاداة أوليائه وشيعته.
ولم نجد إلىٰ الآن أصلاً صحيحاً قامت عليه هذه التسمية ، سوىٰ أنّها خرجت من بين أحضان الأُمويّين واشتهرت بين أتباعهم ، حتّىٰ جعلها الجوزجاني الشامي قاعدة عنده في بيان الملتزم بالسُنّة من التارك لها ، كما مرّ ذكره قبل قليل ، وإن كان الكثير من إخواننا العامّة يجهل أصل هذه التسمية والمراد منها.
بل إنّك لتجد رجال الجرح والتعديل في علم الحديث عند القوم لم
__________________
وقد ورد في رواية الحاكم ما هذا لفظه : دخلت علىٰ أُمّ سلمة ـ رضياللهعنها ـ فقالت لي أيسبُّ رسول الله فيكم ؟ فقال : معاذ الله ! ـ أو سبحان الله ـ. فقالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « مَن سبّ عليّاً فقد سبّني » ؛ قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.