يؤيّد القرآن الكريم ويطابقه تماماً.
قال الدليمي :
« إنّ الطعن فيهم ... طعن في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنّه معلّمهم ومربّيهم » (١).
أقول :
لم نعلم أنّ الطعن في التلميذ طعن في المعلّم حتّىٰ قرأنا كلام الدليمي هنا ، فمن أين أتت الملازمة بين الاثنين يا ترىٰ ؟!
وما ذنب المعلّم الناصح الشفيق الّذي لم يقصّر في تربية تلاميذه قيد شعرة بينما كان بعض تلاميذه لاهين ساهين يتركون معلّمهم قائماً في خطبته وتأديبه لهم لِيُهرَعُوا نحو تجارة أقبلت قد سمعوا طبولها ، أو لهو دقّت كِبره ومزاميره (٢) ؟!
وقد قال تعالىٰ من قبل : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخرىٰ ) (٣) ، كما قال جلّ شأنه : ( لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) (٤).
وبعد هذا لنضرب للقائل بهذا الكلام مثلا ونقول له :
هل قصّر الله سبحانه مع عباده من حيث توفير وتهيئة كلّ سبل الهداية
__________________
(١) ص ٧.
(٢) راجع كتب تفاسير المسلمين عند قوله تعالىٰ : ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ، سورة الجمعة : الآية ١١.
(٣) سورة آل عمران : الآية ١٦٤ ، سورة الإسراء : الآية ١٥.
(٤) سورة البقرة : الآية ٢٨٦.