الموضوع ، بعد أن تظافرت لديهم الأدلّة ـ كتاباً وسُنّةً ـ علىٰ وجود المنافقين ، تفصيلاً وإجمالاً ، بين أصحاب النبيّ المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
السؤال الثاني :
ما الّذي يلزمك علىٰ أخذ دينك عن كلّ مَن هبّ ودبّ من الصحابة ، الّذين علمت بوجود المنافقين والفاسقين والبغاة بينهم ، إجمالاً وتفصيلاً ، دون أن تمحَصَ ذلك (١) ، أو ترجع إلىٰ الّذين ثبتت عدالتهم فقط ، والله تعالىٰ يقول : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) (٢) ؟!
ثمّ أين أنت من الّذين أمر الله المسلمين بمودّتهم ، وأمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتمسّك بهم ، وجعلَهم عِدلاً للقرآن ، وأماناً للأُمّة من الاختلاف (٣) ، كي تأخذ دينك عنهم آمناً مطمئناً ، وذلك طبقاً للحكمة النبوية الّتي تقول : « دع ما يُريبك إلىٰ ما لا يُريبك » (٤) ؟!
أمّا عن رواية السُنّة النبوية فأُحبّ أن ألفت نظر الكاتب إلىٰ :
إنّ الأصحاب قد مُنعوا من رواية السُنّة النبوية طيلة مدّة الخليفتين أبي بكر وعمر (٥).
__________________
(١) مَحصَ : استخرج الخالص منه ، يقال : محص الذهب بالنار ، أي : أخلصه ممّا يشوبه.
(٢) سورة الحجّ : الآية ٧٨.
(٣) سيأتي في الصفحات القادمة إن شاء الله تعالىٰ بيان الأشخاص المعنيّين بالمفردات المذكورة أعلاه ، من الكتاب الكريم والسُنّة النبوية الشريفة المتّفق عليها.
(٤) مسند أحمد ١ / ٣٠٠ و ٣ / ١١٣ ، سُنن الترمذي ٤ / ٧٧ ، سُنن الدارمي ٢ / ٢٤٥.
(٥) انظر : تذكرة الحفّاظ ١ / ٣ و ٤ / ٧ ، مجمع الزوائد ١ / ١٤٩.
وجاء في كنز العمّال ١٠ / ٢٩٢
: عن محمّد بن إسحاق ، قال : أخبرني صالح