أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ; فإنّه مَن فارق الجماعة شبراً فمات إلاّ مات ميتة جاهلية » (١).
وجاء في صحيح مسلم : عن أبي هريرة ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « مَن خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلىٰ عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية ، ومَن خرج علىٰ أُمّتي يضرب برّها وفاجرها ولا يتحاشىٰ من مؤمنها ، ولا يفي لذي عهد عهده ، فليس منّي ولست منه » (٢).
والقوم الّذين حاربوا أمير المؤمنين عليهالسلام في صفين سواء عرفوا إمام زمانهم ـ وهو أمير المؤمنين عليهالسلام اتّفاقاً قولاً واحداً ـ أم جهلوه فإنّهم قد خرجوا عليه جميعاً ، وقاتلوه وقلّبوا عليه الأُمور ، وذهب ضحية حربهم تلك سبعون ألفاً من المسلمين ، خمسة وأربعون ألفاً من أهل الشام وخمسة وعشرون ألفاً من أهل العراق (٣).
هذا إذا لم نلتفت إلىٰ أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ عليّ عليهالسلام خاصّة بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ـ كما مرّ ذكره سابقاً (٤) ـ وأنّه سيقاتل علىٰ تأويل القرآن كما قاتل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ تنزيله (٥).
وأقواله صلىاللهعليهوآلهوسلم الواردة بأنّ حرب عليّ عليهالسلام حرب لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسِلمه سلمه ، كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : « حربك حربي ، وسِلمك
__________________
(١) صحيح البخاري : ٨ / ٨٧ و ١٠٥ كتاب الفتن وكتاب الأحكام.
(٢) صحيح مسلم ٦ / ٢١ باب : الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن.
(٣) البداية والنهاية ٧ / ٣٠٤.
(٤) انظر ص ٢٠٢.
(٥) مسند أحمد ٣ / ٣١ ، ٣٣ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٢٢ وصحّحه ، مجمع الزوائد ٥ / ١٨٦ ؛ قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح.