والمستفاد من ذلك كلّه : أنّ كتاب الله عزّ وجلّ الموجود بين أيدينا هو الكتاب الكامل المُنزل علىٰ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإلاّ كيف يجعله الأئمّة عليهمالسلام مقياساً لشيعتهم في معرفة صحّة الأحاديث الواردة عنهم من عدمها ، وشيعتهم لا تملك من كتاب لله عزّ وجلّ غير هذا الكتاب المعروف المتداول بين المسلمين ؟!
فالقول بعدم وقوع التحريف في القرآن هو ممّا تسالم عليه أعلام الطائفة ، كـ : الشيخ الصدوق ، والشيخ الطوسي شيخ الطائفة ، والسيّد المرتضىٰ علم الهدىٰ ، والمفسّر الشهير الطبرسي ، والشيخ جعفر الكبير صاحب كتاب كشف الغطاء ، وغيرهم من المتقدّمين والمتأخّرين.
وقد أجاد السيد المحقّق الخوئي رحمهالله في بيان ذلك كلّه في كتابه البيان في تفسير القرآن ، فصل : صيانة القرآن من التحريف ، ص ٢١٣ ـ ٢٥٢ ; فارجع إليه إن شئت (١).
وأمّا بالنسبة لرواية زرارة المارّة الذكر فلا يسعنا إلاّ أن نذكر بشأنها الملاحظات التالية :
__________________
(١) قد نقلنا قسماً منه في كتابنا : حقيقة الوهابية ٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٨ ، في الفصل الخاصّ بالردّ علىٰ الاتّهامات الباطلة.
وهناك كتب أُخرىٰ معاصرة تناولت البحث في هذا الموضوع ؛ راجع كتاب عبد الحميد عمارة : فرية التحريف ، الّذي ردّ فيه علىٰ إحسان إلهي ظهير ، وكشف عن افتراءاته علىٰ الإمامية في هذا الموضوع فرية فرية.
وإن أردت الوقوف علىٰ الفريق الذي ينطبق عليه القول بوقوع التحريف في القرآن ، استناداً إلىٰ كتبه ، فارجع إلىٰ كتاب الشيخ علي آل محسن : كشف الحقائق ، ص ٦٧ ـ ٧٧ ؛ فإنّ فيه من الشواهد ما يكشف عن الحقيقة بتمامها ، والله الموفّق للصواب.