أمّا جهل الخلفاء الّذين سبقوا الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بالعلوم الشرعية والأحكام الفقهية فهو ممّا امتلأت به كتب المسلمين وصحفهم (١) ، حتّىٰ اشتهر عن عمر بن الخطّاب قوله : كلّ أحد أفقه منّي (٢).
ولننقل للقارئ الكريم هنا بعض الأمثلة عن جهل الخلفاء الثلاثة الّذين سبقوا الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بالأحكام الشرعية وهم في سدّة الحكم ، وقد تصدّوا لإمامة المسلمين وقيادتهم ، لنرىٰ : هل ينطبق عليهم قوله عليهالسلام : « إنّ أحقّ الناس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر الله فيه ... » ، وذلك حسب خلافة الشورىٰ الّتي ينادي بها الدليمي ؟!
* سُئل أبو بكر عن الكلالة الّتي نزل بحكمها القرآن ، فقال : إنّي سأقول فيها برأيي ; فإن يكن صواباً فمن الله ، وإن يكُ خطأً فهو منّي ومن الشيطان (٣). هذا مع أنّ الكلالة قد أوضحها الله عزّ وجلّ في كتابه ، وبيّنها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سُنّته (٤).
__________________
النبوية ـ لابن كثير ـ ٤ / ٤٨٧.
(١) راجع بعض الموارد ـ علىٰ سبيل المثال ـ في المستدرك علىٰ الصحيحين ـ للحاكم ـ ٦ / ٢٤٥ ، الدرّ المنثور ـ للسيوطي ـ ٦ / ٣١٧ ، كنز العمّال ـ للمتّقي الهندي ـ ٢ / ٣٢٧ و ٥٤٥ ، السُنن الكبرىٰ ـ للبيهقي ـ ٦ / ٢٤٥ ، وإن أردت التفصيل فارجع إلىٰ الغدير ـ للأميني ـ : الأجزاء ٦ ـ ٩ ؛ لتقف علىٰ موارد كثيرة يصعب عدّها في هذا الجانب.
(٢) الرياض النضرة ٢ / ١٩٦ ، ذخائر العقبىٰ : ٩١.
(٣) سنن الدارمي ٢ / ٣٦٦ ، السنن الكبرىٰ ـ للبيهقي ـ ٦ / ٢٢٣ ، عون المعبود ٩ / ٣٧١ ، كنز العمّال ١١ / ٧٩ ، تفسير ابن كثير ١ / ٤٧١ ، الدرّ المنثور ٢ / ٢٥ ; قال : أخرج عبد الرزّاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والدارمي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سُننه عن الشعبي ، قال : سُئل أبو بكر عن الكلالة ( وساق الحديث ) ، المبسوط ٢٩ / ١٥١.
(٤) الكلالة : مصدر
( تكلله ) النسب أي تطرّفه ، كأنّه أخذ من طرفيه ؛ فكلالة الأُمّ :