البخاري ومسلم.
٣ ـ النصّ عليه يوم غدير خمّ ; إذ جمع النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم أكثر من مائة ألف مسلم ومسلمة وخطبهم خطبة طويلة ، جاء فيها : « مَن كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللّهمّ والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه ، وانصر مَن نصره واخذل مَن خذله ... » (١).
__________________
تكون منّي بمنزلة هارون من موسىٰ ; إلاّ أنّك لست بنبيّ ، وأنت خليفتي في كلّ مؤمن من بعدي » ؛ وقد قال الألباني عنه في ص ٥٥٠ : إسناده حسن ، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج ، واسمه : يحيىٰ بن سليم بن بلج ; قال الحافظ : صدوق ، ربّما أخطأ. انتهىٰ ..
وعند البوصيري : عن أبي يعلىٰ ، أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي من بعدي » ؛ انظر : إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ٩ / ٢٥٩ ح ٨٩٤٤ ، مختصر إتحاف السادة المهرة ـ لأبي بكر البوصيري ـ ٩ / ١٨٠ ح ٧٤٤٣.
ولا يخفىٰ أنّ اسم الجنس المضاف يفيد العموم ، كما نصّ عليه أكابر العلماء ؛ فلفظة « منزلة » مفيدة لعموم كلّ واحدة من المنازل ، وواحدة من جملة هذه المنازل هي : كون هارون خليفة لموسىٰ عليهماالسلام فيما لو عاش بعده ..
أمّا دعوىٰ أنّ ذلك مخصوص بمورده ، أي : استخلاف النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم له عليهالسلام أيّام غزوة تبوك ، فمردودة بوجهين :
الأوّل : إنّ العبرة بعموم اللفظ ، لا لخصوص السبب.
الثاني : إنّ هذا الكلام قاله النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام في مواطن عديدة ، منها : يوم حدّث أُمّ سليم ، وفي قضية بنت حمزة ، وعند اتكائه علىٰ عليّ ، وفي المؤاخاة الأُولىٰ ، وفي المؤاخاة الثانية ، وعند سدّ الأبواب ، وعندما صوّر عليّاً وهارون كالفرقدين ؛ راجع : مصادر هذه الموارد من كتب أهل السُنّة في المراجعة ٣٢ من كتاب المراجعات للسيد شرف الدين الموسوي.
(١) صرّح بتواتر
المقطع الأوّل من هذا الحديث من علماء أهل السُنّة : الشيخ جلال الدين السيوطي في قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة : ٢٢٧ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٣٥ ، والعلاّمة جعفر بن إدريس الحسني ـ الشهير بـ : الكتاني ـ في نظم المتناثر من الحديث المتواتر : ٢٠٦ ، والعلاّمة محمّد