__________________
مرتضىٰ الحسني الزبيدي في لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة : ٢٠٥ ، والعجلوني في كشف الخفاء ٢ / ٢٧٤ ، والشيخ محمّد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ / ٣٤٣ ... وغيرهم.
وصرّح بصحّة المقطع الثاني : الحاكم في المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١١٨ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٠٤ ; رواه عن أحمد ، وقال : ورجال أحمد ثقات. وابن حبّان في صحيحه ١٥ / ٣٧٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ٢٢٩ ; وقد نقل تصحيح الذهبي له. والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤ / ٣٣٠ ... وغيرهم ..
راجع : مصادر الحديث ورواته من الصحابة والتابعين والحفّاظ في كتاب الغدير ١ / ٣١٣ ، وملحق المراجعات : ١٣٠ وما بعدها.
وللاطّلاع علىٰ التحقيق بشأن المراد من كلمة « مولىٰ » في الحديث المذكور ، والقرائن الكثيرة الدالّة علىٰ إرادة معنىٰ « الأوْلىٰ » منه الدالّ علىٰ الخلافة ، انظر : الغدير ١ / ٣٢٣ وما بعدها ، والمراجعات : المراجعتان ٥٨ و ٦٠.
وأقول أيضاً : إنّ للقارئ الكريم أن يستغني عن الاطّلاع علىٰ جميع القرائن الدالّة علىٰ أنّ مراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من كلمة « مولىٰ » في حديث الغدير : الأوْلىٰ بالتصرّف ، ويكتفي بالاطّلاع علىٰ قرينة واحدة فقط هي : فهم المخاطَبين بكلام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّ فهم المخاطَبين بكلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهم العرب الأقحاح ـ أوْلىٰ بالتقديم من فهم غيرهم ممّن ابتعدوا عن الواقعة ولم يشهدوها ; فماذا كان فهم المخاطَبين بكلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
سأذكر للقارئ الكريم هنا ثلاثة شواهد فقط علىٰ أنّ المخاطَبين فهموا من كلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه أراد : الأولوية بالتصرّف والإمامة ، والّتي تعني : القيادة والخلافة العظمىٰ :
الشاهد الأوّل : ما فهمه حسّان بن ثابت شاعر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد بكلامه في موقفه بغدير خمّ : الإمامة لعليّ عليهالسلام الّتي تعني القيادة والخلافة
العظمىٰ بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقام وأنشد في ذلك الجمع المحتشد الحافل بمائة ألف أو يزيدون ، وفيهم البلغاء ، ومدراء الخطابة ، وصاغة القريض ، ومشيخة قريش العارفون بلحن القول ، ومعارض الكلام ، وبمسمع أفصح مَن نطق بالضاد « النبيّ