بدورهم المطلوب هذا ، عندها فقط تتحقّق الوحدة الحقيقية الّتي يرضاها الله ورسوله للمسلمين ، لا الوحدة الزائفة الّتي يرضاها الأُمويون وأتباعهم ، فهذا ممّا لا يرضي الله ورسوله وإن اجتمعت الناس عليه ..
قال تعالىٰ : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (١) صدق الله العليّ العظيم.
فإن كان بيان الحقّ يؤدّي إلىٰ الفُرقة بين الناس فهذا الإشكال يرد علىٰ الأنبياء أوّلا ; إذ جاؤوا الناس بالحقّ وهم أُمّة واحدة فافترقوا بين مؤيّد لهم ومنكِر ، كما هو ظاهر الآية السابقة.
فالوحدة المطلوبة إذاً إنّما هي وحدة الحقّ لا وحدة البدع والأهواء !! فلينفع العاقل نفسه ، وليتّقِ مسلمٌ ربَّه !
* * *
__________________
لا حقيقة لها ، وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرىٰ حتّىٰ أشادوا بذكر ذلك علىٰ المنابر ، وأُلقي إلىٰ معلّمي الكتاتيب فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتّىٰ رووه وتعلّموه كما يتعلّمون القرآن ، وحتّىٰ علّموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله.
راجع : شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١١ / ٤٥ ، والنصائح الكافية : ٩٨. وانظر : سلسلة الموضوعات في الغدير ٥ / ٢٥٣ ـ ٢٨٣ ; لتقف بالتحقيق علىٰ جملة من هذه الأحاديث المفتعلة.
(١) سورة البقرة : الآية ٢١٣.