أمّا قضية تزويج أُمّ كلثوم ابنة أمير المؤمنين عليهالسلام من عمر فهي ممّا لم يتسنَّ للمؤرّخين إثباتها أو التصديق بها ..
قال الشيخ المفيد في المسائل السرويّة : إنّ الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين ابنته من عمر غير ثابت ، وطريقه من الزبير بن بكّار ، وهو لم يكن موثوقاً به في النقل ، وكان متّهماً في ما يذكره ، وكان يبغض أمير المؤمنين عليهالسلام ، وغير مأمون في ما يدّعيه علىٰ بني هاشم (١).
وإنّما نشر الحديث إثبات أبي محمّد الحسن بن يحيىٰ (٢) ـ صاحب النسب ـ ذلك في كتابه ، فظنّ كثير من الناس أنّه حقّ لرواية رجل علوي له ، وهو إنّما رواه الزبير بن بكّار.
والحديث نفسه مختلف ؛ تارة يروىٰ : أنّ أمير المؤمنين تولّى العقد له علىٰ ابنته ، وتارة يروىٰ : عن العبّاس أنّه تولّى ذلك عنه عليهالسلام ، وتارة يروىٰ : أنّه لم يقع العقد إلاّ بعد وعيد عن عمر وتهديد لبني هاشم ، وتارة يروىٰ : أنّه كان عن اختيار وإيثار.
__________________
(١) قال ابن الأثير : إنّ الزبير بن بكّار كان ينال من العلويّين ، فتهدّدوه ، فهرب منهم ، وقدم علىٰ عمّه مصعب بن عبد الله بن الزبير ، وشكا إليه حاله ، وخوّفه من العلويّين ، وسأله إنهاء حاله إلىٰ المعتصم ، فلم يجد عنده ما أراد ، وأنكر عليه حاله ، ولامه. الكامل في التاريخ ٦ / ٥٢٦.
(٢) أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيىٰ بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام ، المعروف بـ : « ابن أخي طاهر » ، النسّابة : له مصنّفات كثيرة ، توفّي في شهر ربيع الأوّل سنة ٣٥٨ هـ ، ودفن في منزله بسوق العطش.
قال فيه النجاشي : روى عن المجاهيل أحاديث منكرة ، رأيت أصحابنا يضعّفونه ، وقال السيد الخوئي : لا ينبغي الريب في ضعف الرجل وإن روىٰ عنه غير واحد من الأصحاب.
رجال النجاشي : ٦٤ ، معجم رجال الحديث ٦ / ١٤٣.