وفي كنز العمّال للمتّقي الهندي ، قال : عن أبي المعتمر مسلم بن أوس وجارية بن قدّامة السعدي ، أنّهما حضرا عليّ بن أبي طالب يخطب وهو يقول : « سلوني قبل أن تفقدوني ! فإنّي لا أُسأل عن شيء دون العرش إلاّ أخبرت عنه » (١).
ذكر الكاتب في هذا الجانب رواية جاء بها من كتاب الكافي علّق عليها تعليقاً كشف به عن جهله بعلم البلاغة !
قال : « باب : إنّ الأئمّة عليهمالسلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنّه لا يخفىٰ عليهم الشيء صلوات الله عليهم : عن سيف التمّار ، قال : كنّا مع أبي عبد الله عليهالسلام جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : ( علينا عين ؟ ) فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحداً ، فقلنا : ليس علينا عين. فقال : ( وربّ الكعبة وربّ البنية ـ ثلاث مرّات ـ لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضر عليهماالسلام أُعطيا علم ما كان ، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّىٰ تقوم الساعة ، وقد ورثناه من رسول الله صلىاللهعليهوآله وراثةً ) (٢).
ـ قال : ـ انظر إلىٰ التناقض بين أوّل الحديث ; حيث يسأل أبو عبد الله ـ كما ينسب إليه ـ هل علينا عين ؟ وبين دعواهم فيه أنّه يعلم ما كان وهو
__________________
١٣ / ٢٨٩ ، تفسير القرطبي ١ / ٣٥ ، تفسير الثعالبي ١ / ٥٢ ، تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٨٦ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٧ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧.
(١) كنز العمّال ١٣ / ١٦٦ ; يرويه عن ابن النجّار ، شواهد التنزيل ١ / ٤٢.
(٢) أُصول الكافي ١ / ٢٦٠ ـ ٢٦١.