السُنّة بالإجماع ..
وقد قال الإمام عليّ عليهالسلام في ما ذُكر له من كلماته القصار في النهج : « السلطان وزعة الله في أرضه » ، أي : إنّ الحاكم الحقّ هو مَن يمنع من مخالفة الشريعة ، والألف واللام هنا في السلطان للجنس (١).
وظلم بني أُمية في حكمهم ، ومعاوية بالذات ، أشهر من أن يخفىٰ أو يُبرّر ، وإن شئت فارجع إلىٰ كلمات الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في نهج البلاغة الّتي يشير فيها إلىٰ جوْر بني أُمية وظلمهم ، كقوله عليهالسلام : « والله لا يزالون حتّىٰ لا يدعوا لله محرّماً إلاّ استحلُّوه ، ولا عقداً إلاّ حلُّوه ، وحتّىٰ لا يبقىٰ بيت مدر ولا وَبر إلاّ دخله ظلمُهم » (٢).
كما روي عن الحسن عليهالسلام قوله في بني أُمية : « إنّ بني أُمية هم الشجرة الملعونة في القرآن. قال عليهالسلام : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رفع له ملك بني أُمية فنظر إليهم يعلون منبره واحداً واحداً فشقّ ذلك عليه فأنزل الله تعالىٰ في ذلك قرآناً ، قال : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (٣) » (٤).
__________________
(١) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٤ / ٧٨.
(٢) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٩٠ ..
وانظر : الغدير ١٠ / ١٧٨ وما بعدها ؛ لتقف علىٰ مخالفات معاوية للكتاب والسُنّة واستهزائه بهما.
وقد أخرج الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة حديثاً للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول فيه : أوّل من يغيّر سُنّتي رجلٌ من بني أُمية. انتهىٰ.
(٣) سورة الإسراء : الآية ٦٠.
(٤) شرح نهج البلاغة
ـ لابن أبي الحديد ـ ١٥ / ١٧٥ و ١٦ / ١٦ ، شواهد التنزيل