أمّا قول الكاتب :
« وفيهم الخلفاء الراشـدون وبقيّة العشرة المبشَّرة بالجـنّة ... ».
فأقول :
إنّ حديث العشرة المبشَّـرة بالجنّة ، الّذي يشير إليه الكاتب هنا ، لم يظهر إلاّ في زمن معاوية علىٰ لسان راويه سعيد بن زيد ـ وهو أحد العشرة المبشَّـرة حسب روايـته (١) ـ ..
وهذه الرواية لا يوجد في طرقها إسناد يصحّ الاحتجاج به ؛ لمحل الخدش في الرواة ، وهي تفوح منها رائحة السياسـة الأموية الّتي سيأتي الكلام عنها ، وكيف أنّ زمان بني أُميّة امتاز عن غيره من الأزمنة بوضع الأحاديث في الصحابة ؛ كيداً لأهل البيت عليهمالسلام ، كما أنّ نصّ الرواية لا يمكن التعويل عليه ; لمحاولته الجـمع بين الأضـداد (٢).
أمّا الرواية الأُخرىٰ للحديث ، الّتي يرويها عبد الرحمٰن بن حميد الزهري ، عن أبيه حميد ، عن عبد الرحمٰن بن عوف تارة ، وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أُخرىٰ (٣) ، فهي لا تصـحّ أيضاً ؛ لأنّ هذا الإسناد باطل لا يتمّ ، نظراً لوفاة حميد بن عبد الرحمٰن ـ وهو ليس صحابياً وإنّما كان
__________________
(١) انظر : سُنن أبي داود ٢ / ٤٠١ ، سُنن الترمذي ٥ / ٣١١ و ٣١٥ ، مسند أحمد ١ / ١٨٧ و ١٨٨.
(٢) راجع : موسوعة الغدير ١٠ / ١١٨ ـ ١٢٨ ; لتقف علىٰ التحقيق في الرواية ، ومجلّة « تراثنا » ، العـدد المزدوج ( ٤١ ـ ٤٢ ) لسنة ١٤١١ هـ ، الصادرة عن مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث في قم.
(٣) انظر : سُـنن الترمذي ٥ / ٣١١ ، مسند أحمد ١ / ١٩٣ ، أُسد الغابة ٢ / ٣٠٧.