معصـية ، والجمع بين استمرار رضا الله وبين وقوع المعصية من العبد باطل ، بل يعدّ موهناً لحقّ الربوبية ومعنى العبودية ; فلا يمكن المصير إليه مطلقاً ...
بل أقول :
لا يستقيم الأمر لأصحاب هذه الدعوىٰ باستمرار الرضوان عن جميع المبايعين ، خاصّة إذا علمنا أنّ قاتل عمّار ، أبا الغادية ، هو ممّن شهد بيعة الرضوان أيضاً (١) ؛ وقد ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث يصحّحه الحاكم والذهبي والهيثمي والألباني وغيرهم قوله : « إنّ قاتل عمّار وسالبه في النار » (٢) ، فتأمّل !
هذا كلّه ، بالإضافة إلىٰ أنّ الاستدلال بهذه الآية علىٰ عدالة جميع الصحابة يكون أخصّ من دعوىٰ المدّعي ; لأنّ المبايعين تحت الشجرة إنّما كانوا ألفاً وأربعمائة فقط ، بينما مجموع الصحابة يتجاوز المائة وعشرين ألف ، وعليه فلا تتمّ إرادة العموم علىٰ مختلف الوجوه والحالات من هذه الآية الشريفة أيضاً ، فتدبّر جيداً !
__________________
(١) انظر : الفصل في الملل والنحل ٤ / ١٢٥.
(٢) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ٤٣٧ ; وقال الحاكم : الحديث صحيح علىٰ شرط الشيخين. ووافقه الذهبي ، كما في ذيل المستدرك ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٩٧ ; وقال الهيثمي : رواه الطبراني ... ورجاله رجال الصحيح ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤٢٥ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة ٥ / ١٩ ح ٢٠٠٨ ; وقال الألباني ـ عن رواية أحمد ، وابن سعد في الطبقات ـ : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال مسلم. انتهىٰ.
وانظر : مسند أحمد ٤ / ١٩٨ ، الإصابة ٧ / ٢٥٩ ، الطبقات الكبرىٰ ٣ / ٢٦١ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٩٨.