ومع ذلك نقول في بيان هذا الموضوع بشكل علمي :
ثبت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ورث علوم الأنبياء جميعها ، وكان يعلم علم ما كان وما هو كائن إلىٰ يوم القيامة (١).
وثبت أنّ الإمام عليّ عليهالسلام هو وارث علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢).
وأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم علّم عليّاً عليهالسلام ألف باب من العلم يفتح من كلّ باب ألف باب (٣) ..
قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالىٰ : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (٤) : قال عليّ : علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ألف باب من الله ، واستنبطت من كلّ
__________________
(١) صحيح مسلم ٨ / ١٧٢ كتاب الفتن ، سُنن أبي داود ٢ / ٢٩٩ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٤ / ٥٣٣ وصحّحه ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ٥.
(٢) المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٣٦ وصحّحه ، ووافقه الذهبي كما في تلخيص المستدرك ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٤ ؛ قال الهيثمي : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، فتح الملك العليّ : ٥٢ ، المعجم الكبير ١٩ / ٤٠ ، كنز العمّال ١٣ / ١٤٣ ، خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام : ١٠٨ ؛ وفيه يقول السائل لقثم بن العبّاس : من أين ورث عليّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ قال : إنّه كان أوّلنا به لحوقاً ، وأشدّنا به لزوقاً. انتهىٰ ..
أقول : ولا يخفىٰ أنّ المراد هنا : وراثة العلم ، دون وراثة المال ; لأنّ الثاني يُستحق بالنسب ( وهذا مفصّل في كتب الفقه ) دون أولوية اللحوق أو شدّة اللزوق.
(٣) تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٨٥ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٥ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٨٣ ; يرويه بسند فيه كامل بن طلحة عن ابن لهيعة. قال الذهبي : كامل صدوق. وقال ابن عدي : لعلّ البلاء فيه من ابن لهيعة ; فإنّه مفرط في التشيّع. انتهىٰ.
قلنا : الأصل في الموضوع الصدق والإتقان ؛ فانظر توثيق ابن لهيعة وإطراء العلماء عليه في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٩٤ ، وتاريخ دمشق ٣٢ / ١٤٣ و ١٤٤.
(٤) سورة آل عمران : الآية ٣٣.