فارقه ، ومَن فارقه فارَق الحقّ ، كما مرّ في الأحاديث المتقدّمة ...
وكذلك أقوال ، مثل : سيّد المسلمين ، إمام المتّقين ، المبيّن لما اختلف فيه الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، منزلته من الرسول كمنزلة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من ربّه ، الصدّيق الأكبر ، فاروق هذه الأُمّة ...
وكلمات مثل : أوفاهم بعهد الله ، أقومهم ، أقسمهم بالسوية ، أعدلهم ، أبصرهم ، أعظمهم عند الله ، أحد اثنين اختارهما الله من أهل الأرض كلّهم ، الأمر بالسلوك معه وترك الناس عند الاختلاف في المسالك ; وتعليل ذلك بعدم التدليل علىٰ ردىٰ وعدم الإخراج من هدىٰ ، أحبّ الخلق إلىٰ الله ، لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ، نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ...
فإنّ فيها من الدلالة علىٰ أفضليته ، وأرجحيّته ، وأهليّته للخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مباشرة دون المسلمين كلّهم ، وما يدلّ علىٰ لزوم متابعته ، ممّا لا يختلف عليه إلاّ مَن كان جاهلاً بعلوم العربية بحيث لا يدرك معه الألفاظ الدالّة علىٰ التفضيل ، أو كان متعصّباً لمذهب قومه وعشيرته ، وكانت علىٰ قلبه غشاوة تمنعه من الوصول إلىٰ إدراك الحقّ والحقيقة !
ولاية عليّ عليهالسلام
لقد وردت جملة من الأحاديث النبوية المباركة الدالّة علىٰ أحقّيته عليهالسلام بالخلافة ممّن سبقه عليها ، وهي الأحاديث الواردة في وجوب موالاته وطاعته والاهتداء بهديه بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي بالإضافة إلىٰ حديث الغدير المارّ ذكره ، وما ورد من أنّه وليّ المؤمنين بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ; فقد أخرج المحدّثون جملة من هذه الأحاديث ، نذكر منها :