وقال عليهالسلام من خطبة له يذكر فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته : « فأدّىٰ أميناً ، ومضىٰ رشيداً ، وخلّف فينا راية الحقّ ، مَن تقدّمها مرق ، ومَن تخلّف عنها زهق ، ومضن لزمها لحق ، دليلها مكيث الكلام ، بطيء القيام ، سريع إذا قام » (١).
وقال عليهالسلام : « انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم ، واتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدىً ، ولن يعيدوكم في ردىً ، فإن لبدوا فالْبُدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، لا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا » (٢) ...
إلىٰ غيرها من الأقوال الواردة في نهج البلاغة ، والمنتشرة هنا وهناك ، الدالّة علىٰ عصمته عليهالسلام وعصمة أهل بيته الكرام عليهمالسلام.
وأمّا قوله عليهالسلام الّذي أورده الدليمي : « ما أهمّني ذنب أُمهلت بعده حتّىٰ أُصلّي ركعتين » (٣).
__________________
الشيء ، أي : لو كنت واحداً وهم يملؤن الأرض للقيتهم غير مبالٍ لهم.
نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ١٢٠.
(١) مرق : خرج عن الدين ، والّذي يتقدّم راية الحقّ هو مَن يزيد علىٰ ما شرع الله أعمالاً وعقائد يظنّها مزينة للدين ومتمّمة له ويُسمّيها : بدعة حسنة.
زهق : اضمحلّ وهلك.
مكيث : رزين في قوله ، لا يبادر به من غير روية.
بطيء القيام : لا ينبعث للعمل بالطيش ، وإنّما يأخذ له عدّة إتمامه ، فإذا أبصر وجه الفوز قام فمضى إليه مسرعاً ؛ وكأنّه يصف بذلك حال نفسه كرّم الله وجهه.
نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٩٣.
(٢) سمتهم : السَمت ـ بالفتح ـ : طريقهم أو حالهم أو قصدهم.
لبد : أقام ؛ أي : إن قاموا فأقيموا.
نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٨٩.
(٣) في نسخة ابن أبي الحديد : « ما أهمّني أمر ... ». ١٩ / ٣٠٥.