وسدّد حسب استطاعته علىٰ ضعف وجدّ كانا فيه.
ثمّ وليهم بعده وال فأقام واستقام حتّىٰ ضرب الدين بجرانه ، علىٰ عسف وعجرفية كانا فيه (١).
ثمّ اختلفوا ثالثاً لم يكن يملك من أمر نفسه شيئاً ، غلب عليه أهله فقادوه إلىٰ أهوائهم كما تقود الوليدة البعير المخطوم ، فلم يزل الأمر بينه وبين الناس يبعد تارة ويقرب أُخرىٰ حتّىٰ نزوا عليه فقتلوه.
ثمّ جاؤوا بي مدب الدبا يريدون بيعتي.
ـ ثمّ قال ابن أبي الحديد : ـ وتمام الخطبة معروف ، فليطلب من الكتب الموضوعة لهذا الفن » (٢). انتهى ..
فهل أدركت ـ قارئي العزيز ـ علّة توقّف الكاتب عن إتمام كلام الإمام عليهالسلام وكلام الشارح ابن أبي الحديد ؟!
قال الدليمي :
« ومن كلام له عليهالسلام وقد استشاره عمر بن الخطّاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه : إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلّة ، وهو دين الله الّذي أظهره ... فإنّك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتّىٰ يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك. إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولون : هذا أصل
__________________
(١) العسف : الأخذ علىٰ غير الطريق ، والعسوف الظلوم. والعجرفة : التكبّر ; قال الزهري : العجرفة : جفوة في الكلام وخرق في العمل ; راجع : مختار الصحاح : ٤١٣ ، ٤٣٢.
(٢) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢٠ / ٢١٨.