والأمانة ، ونبيّكم ، وأهل بيته عليهمالسلام » (١).
وقد ورد في نهج البلاغة أكثر من مورد فيه : أنّ القرآن شافع ومشفع.
قال الشيخ عبد الله الهرري الشافعي ، مفتي الصومال ، في كتابه المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية ، في المقالة الخامسة : منكرو التوسل أتباع ابن تيمية يقولون : لماذا تجعلون واسطة بقولكم : اللّهمّ إنّي أسألك بعبدك فلان ؟ الله لا يحتاج إلىٰ واسطة.
فيقال لهم : الواسطة قد تأتي بمعنىٰ : المعين والمساعد ، وهو محال بالنسبة إلىٰ الله تعالىٰ ، أمّا الواسطة بمعنىٰ : السبب ، فالشرع والعقل لا ينفيانه ; فالله تعالىٰ هو خالق الأسباب ومسبّباتها ، وجعل الأدوية أسباباً للشفاء ، وهو خالق الأدوية وخالق الشفاء بها ، كذلك جعل الله تعالىٰ التوسّل بالأنبياء والأولياء سبباً لنفع المتوسّلين.
ولولا أنّ التوسّل سبب من أسباب الانتفاع ما علّم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الأعمىٰ التوسّل به (٢).
__________________
(١) كنز العمّال ١٤ / ٣٩٠ ، الجامع الصغير ٢ / ٨٥.
(٢) روىٰ أحمد في مسنده ٤ / ١٣٨ ، وابن ماجة في سننه ١ / ٤٤١ ، والنسائي في السُنن الكبرىٰ ٦ / ١٦٩ ، والترمذي في أبواب الدعاء من جامعه بسنده عن عثمان ابن حنيف : أنّ رجلاً ضرير البصر أتىٰ النبيّ فقال : ادعُ الله أن يعافيني.
قال : « إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت ، فهو خير لك ».
قال : فادعه.
قال : فأمره أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ، ويدعو بهذا الدعاء :
« اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك ، نبيّ الرحمة ، يا محمّد ! إنّي أتوجّه بك إلىٰ ربّي في حاجتي هذه لتقضىٰ لي ، اللّهمّ فشفّعه فيَّ » ..
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.