الأُخرىٰ لكلمة « وليّ » مرادة في المقام ، كـ : المحبّ أو الناصر أو الجار أو الحليف أو ابن العمّ ، الّتي لا يمكن حتّىٰ تصوّرها في المقام ؛ فيحمل لفظ « المولىٰ » علىٰ المعنىٰ الظاهر منه في المقام ، وهو : إنّ عليّاً إمامكم والمتصرّف بأُموركم من بعدي.
وأمّا دلالة عبارة : « أوْلىٰ الناس بكم من بعدي » الّتي رواها الطبراني برجال ثقات ، فهي أظهر من سابقتها ، وهي دالّة علىٰ إرادة الإمامة والخلافة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل.
قال ابن تيمية : قوله : « وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي ». كذب علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بل هو في حياته وبعد مماته وليّ كلّ مؤمن ، وكلّ مؤمن وليّه في المحيا والممات ؛ فالولاية الّتي هي ضدّ العداوة لا تختصّ بزمان ..
وأمّا الولاية الّتي هي الإمارة فيقال فيها : والي كلّ مؤمن بعدي ، كما يقال في صلاة الجنازة : إذا اجتمع الولي والوالي قُدّم الوالي في قول الأكثر ، وقيل : يُقدَّم الولي.
فقول القائل : عليّ وليّ كلّ مؤمن بعدي ، كلام يمتنع نسبته إلىٰ رسول الله ؛ فإنّه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول : « بعدي » ، وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقال : « والٍ كلّ مؤمن » ... (١).
ولا يسعنا هنا في الردّ علىٰ محاولة ابن تيمية هذه في دفع هذا الحديث الشريف والأحاديث الأُخرىٰ الّتي جاءت بمضمونه (٢) إلاّ أن نقول :
__________________
(١) منهاج السُنّة ٧ / ٣٩١ ، ٣٩٢.
(٢) من محاولات ابن
تيمية الأُخرىٰ : زعمه ـ كما جاء في مجموع الفتاوىٰ ٤ / ٤١٧ ،