وأيضا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لوهب بن حمزة ، عندما تكلّم في عليّ عليهالسلام : « لا تقل هذا ; فهو أوْلىٰ الناس بكم بعدي » (١) ..
وأيضاً قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام مخاطباً إيّاه : « أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة » (٢).
ودلالة « وليّ كلّ مؤمن بعدي » و « وليّكم من بعدي » في هذه الأحاديث علىٰ : « الإمارة » و « الخلافة » ، ظاهرة كدلالة النصّ المتقدّم : « مَن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » ، الّذي فهم منه المخاطَبون دلالته علىٰ ولاية الأمر والإمامة العظمى ، كما تقدّم بيان الشواهد علىٰ هذا المعنىٰ ، وخاصّة هنا بقرينة كلمة « بعدي » ، الّتي أوضحت المراد ، ونفت أن تكون المعاني
__________________
للحديث المتقدّم ، وقال عنه : إسناده حسن ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأجلح ; وهو ابن عبد الله الكندي : مختلف فيه ، وفي التقريب : صدوق شيعي .. ثمّ قال الألباني : فإن قال قائل : راوي هذا الشاهد شيعي ، وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر ، وهو جعفر بن سليمان ; أفلا يعتبر ذلك طعناً في الحديث ، وعلّة فيه ؟!
فأقول : كلاّ ؛ لأنّ العبرة في رواية الحديث إنّما هو الصدق والحفظ ، وأمّا المذهب فهو بينه وبين ربِّه ، فهو حسيبه ، ولذلك نجد صاحبي « الصحيحين » وغيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين ، كالخوارج والشيعة وغيرهم. انتهىٰ.
(١) المعجم الكبير ٢٢ / ١٣٥ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٢ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١ ، الإصابة ٦ / ٤٨٨ بلفظ : « فإنّه وليّكم بعدي » ..
قال المناوي في فيض القدير ٤ / ٤٧٠ : رواه الطبراني. قال الهيثمي : فيه : دكين ، ذكره أبو حاتم ولم يضعّفه أحد ، وبقيّة رجاله وثّقوا. انتهىٰ.
(٢) مسند أحمد ١ / ٣٣١ بسند صحيح ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٤٤ ; قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي ، كما في تلخيص المستدرك ٣ / ١٤٤ ، مسند أبي داود الطيالسي : ٣٦٠ ، المعجم الكبير ١٢ / ٧٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ١٠٠ ، ١٩٩ ، الإصابة ٤ / ٤٦٧ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٨١.