والقاسطون هم : المائلون عن الحقّ إلىٰ الباطل ; قال تعالىٰ : ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ) (١) ، وهم إحدىٰ الفئات الثلاث الّذين أمر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الإمام عليهالسلام بقتالهم بعده (٢).
وسمّاهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً : « الفئة الباغية » ، وسمّاهم : « الدعاة إلىٰ النار » ؛ كما جاء في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بشأن الصحابي الجليل عمّار بن ياسر رضياللهعنه : « ويح عمّار ! تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلىٰ الجنّة ويدعونه إلىٰ النار » (٣).
ومن المعلوم أنَّ عمّار رضياللهعنه قد قتل في يوم صِفّين علىٰ يد جيش معاوية (٤).
وقد جاء في نهج البلاغة بحقّ معاوية وحزبه أقوال كثيرة ، نقتصر هنا علىٰ ذكر شيء يسير منها :
١ ـ من خطبة له عليهالسلام ينبّه فيها علىٰ فضله وشرف وقته ويبيّن فتنة بني أُمية : « إنّ الفتن إذا أقبلت شبَّهت (٥) ، وإذا أدبرت نبَّهت (٦) ، يُنكرن
__________________
(١) سورة الجنّ : الآية ١٥.
(٢) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ١٥٦ ; قال عليهالسلام : « ألا وقد أمرني الله بقتال أهل البغي والنكث » ، الاستيعاب ٣ / ١١١٧ ; روى من حديث عليّ وابن مسعود وأبي أيّوب أنّه عليهالسلام أُمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين : وعن عليّ بن ربيعة الوالبي ، قال : سمعت عليّاً يقول : « عهد إليَّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أُقاتل بعده القاسطين والناكثين والمارقين ». قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٨ : رواه البزّار والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي البزّار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد ; ووثّقه ابن حبّان.
(٣) راجع : صحيح البخاري ١ / ١١٥ كتاب الصلاة ؛ ورواه في ٣ / ٢٠٧ كتاب الجهاد والسير بلفظ : « يدعوهم إلىٰ الله ويدعونه إلىٰ النار ».
(٤) راجع : كلّ مَن ذكر سيرة الصحابي الجليل عمّار بن ياسر رضياللهعنه وقصّة مقتله.
(٥) اشتبه فيها الحقّ بالباطل.
(٦) لأنّها تُعرف بعد انقضائها وتنكشف حقيقتها فتكون عبرة.