قال الدليمي :
« من كتاب له عليهالسلام إلىٰ معاوية جواباً : ( أمّا بعد ، فإنّا كنّا نحن وأنتم علىٰ ما ذكرت من الأُلفة والجماعة ففرّق بيننا أمس أنّا آمنا وكفرتم ، واليوم استقمنا وفُتنتم ). ج ٣ ص ١٢٢ ..
ـ قال : ـ ففرّق رضياللهعنه بين الكفر الّذي كانوا عليه قبل الإسلام ، وبين الفتنة ـ وليس الكفر ـ الّتي وقعوا فيها بعد مقتل سيّدنا عثمان رضياللهعنه » (١).
أقول :
قد أشرنا سابقاً إلىٰ أنّ الفتنة الّتي ترد علىٰ المسلمين إنّما هي لغرض اختبارهم وامتحانهم وتمحيص نواياهم من الصدق مع الله أو الكذب عليه ، كما بيّنّا أنّ نتيجة أهل الجمل الّذين فُتنوا وصار دينهم نفاقاً ـ كما وصفهم الإمام عليهالسلام ـ هي نفس نتيجة الكفّار من حيث الخلود في النار والاستحقاق لمقت الله ولعنته ; فما هو حال أهل الشام وقائدهم معاوية بن أبي سفيان ، الّذين حاربوا إمام زمانهم الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وخرجوا عليه ؟!
من المعلوم والثابت عند المسلمين جميعاً أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أطلق علىٰ أهل الشام الّذين حاربوا الإمام عليّ عليهالسلام اسم : « القاسطين » ..
__________________
(١) ص ١٨.