أمّا عن قول الدليمي :
« ولو كان ـ أي الإمام عليّ عليهالسلام ـ معصوماً لَما قبل التحكيم وجوّز لهم أن ينازعوه ، وإنّما يقيم لهم الدلائل علىٰ عصمته وبعدها ينتهي كلّ شيء ».
مَن قال إنّ إقامة الدلائل للخصوم ينهي كلّ شيء ؟!
فهل هناك أعظم وأبين من دلائل الأنبياء عليهمالسلام لأقوامهم ؟!
ومع ذلك تجد أنّ تلك الأقوام قد خرجت علىٰ أنبيائها ولم تؤمن بهم ، بل رمتهم بالسحر ، ونَعَتتهُم بالكفر ، وسعت في تعذيبهم وقتلهم ، إلىٰ غير ذلك من الأُمور الّتي ذكرها القرآن الكريم ، وهي تتلىٰ علىٰ مسامع الناس بكرةً وأصيلاً.
كما أنّه لا يوجد تلازم بين العصمة وقبول التحكيم أو رفضه ؛ فإنّ
__________________
المناقب : ١١١ ، الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ٢ / ٤٦٧ ، الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : ٢٤٥ و ٣١٣ و ٣١٤ ، المناوي الشافعي في كنوز الحقائق : ٨٣ ، السيوطي الشافعي في الدرّ المنثور ٦ / ٣٧٩ ، سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص : ٥٤ ، والشوكاني في فتح القدير ٥ / ٤٧٧ :
أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال عن عليّ عليهالسلام : « والّذي نفسي بيده ! إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ». انتهىٰ.
قال ابن خلدون في المقدّمة : ١٩٦ : اعلم أنّ الشيعة لغة : الصحب والأتباع ، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلّمين من الخلف والسلف علىٰ أتباع عليّ وبنيه ، رضي الله عنهم.
وقال الشهرستاني في الملل والنحل ١ / ١٤٦ : الشيعة هم الّذين شايعوا عليّاً رضياللهعنه علىٰ الخصوص ، وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصيّة ، إمّا جلياً وإمّا خفياً ، واعتقدوا أنّ الإمامة لا تخرج من أولاده. انتهىٰ.