عليّاً عليهالسلام ، وأنّه فعل ذلك لتقتدي به الأُمّة وتلعن الإمام كما لعنه (١).
ولم يكتفِ هذا الصحابي ـ العادل عند أهل السُنّة ـ بما فعل ، إنّما أصدر أوامره لرعيته بأن يسبّوا عليّاً بن أبي طالب عليهالسلام (٢). وابتغاءً لمرضاة معاوية كان عمّاله يسبّون عليّاً عليهالسلام (٣).
وهكذا صار سبّ أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام سُنّة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير ; قال المسعودي في مروج الذهب عند ذكره لأتباع معاوية واشتدادهم في طاعته : ثمّ ارتقىٰ بهم الأمر في طاعته إلىٰ أن جعلوا لعن عليّ سُنّة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير (٤).
وقال ابن حجر في فتح الباري : ثمّ اشتدّ الخطب فتنقّصوه واتّخذوا لعنه علىٰ المنابر سُنّة ، ووافقتهم الخوارج علىٰ بغضه (٥). انتهىٰ.
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار : إنّه كان في أيّام بني أُمية أكثر من سبعين ألف منبر يُلعن عليها عليّ بن أبي طالب بما سنّه لهم معاوية من ذلك (٦).
وقال الحموي في معجم البلدان : لُعن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه علىٰ
__________________
(١) راجع : العقد الفريد ـ لابن عبد ربّه الأندلسي ـ ٤ / ٣٦٦ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ٣٥٦ و ٣ / ٢٥٨.
(٢) صحيح مسلم ٧ / ١٢٠ كتاب الفضائل ، باب : من فضائل عليّ ، سُنن الترمذي ٥ / ٣٠١ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٠٩ وصحّحه.
(٣) المستدرك علىٰ الصحيحين ١ / ٥٤١ ، مسند أحمد ٤ / ٣٦٩ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٢٤ ، تاريخ الخلفاء : ٢٣٢.
(٤) مروج الذهب ٣ / ٤٢.
(٥) فتح الباري ٧ / ٥٧.
(٦) الغدير ٢ / ١٢٠ ، نقلا عن الزمخشري والسيوطي.