وقال : « مَن أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان في درجتي يوم القيامة » ، أمر المتوكّل بضربه ألف سوط ، فكلّمه فيه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : يا أمير المؤمنين ! هذا من أهل السُنّة ، فلم يزل به حتّىٰ تركه (١).
قال الدليمي :
« ومن وصيّة له عليهالسلام لمعسكره قبل لقاء العدوّ بصِفّين : ( لا تقاتلوهم حتّىٰ يبدأوكم ؛ فإنّكم بحمد الله علىٰ حجّة ، وترككم إيّاهم حتّىٰ يبدأوكم حجّة أُخرىٰ لكم عليهم ، فإذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتلوا مدبراً ولا تصيبوا معوراً ـ العاجز عن حماية نفسه ـ ولا تجهزوا علىٰ جريح ولا تهيجوا النساء بأذىً وإن شتمْن أعراضكم وسببْن أُمراءكم ; فإنّهنّ ضعيفات القوىٰ والأنفس والعقول ، إن كنّا لنؤمَر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات ). ج ٣ ص ١٤ ـ ١٥.
ـ قال : ـ وهكذا يعاملهم بوصفهم مسلمين ، ويطبّق عليهم أحكام الطائفتين المؤمنتين ، فينهىٰ عن اتّباع مُدبِرهم ، وقتل عاجزهم ، والإجهاز علىٰ جريحهم ، وإلاّ فإنّ الكفّار يتبع مدبرهم ويقتل جريحهم. وقوله رضياللهعنه عن النساء : ( إن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات ) ، أي : فكيف لا نكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمسلمات ؟! » (٢).
قد ذكرنا سابقاً أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام : إنّ القوم سيُفتنون
__________________
(١) انظر : ترجمة نصر بن علي بن صهبان في تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٨٤.
(٢) ص ٢٠ ـ ٢١.