٤ ـ وأيضاً جاء النصّ علىٰ خلافته عليهالسلام لما ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : « عليّ منّي وأنا منه ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي » (١) ..
__________________
الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم » الّذي أقرّه علىٰ ما فهمه من مغزىٰ كلامه ، وقرّظه بقوله : « لا تزال يا حسّان مؤيَّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ».
قال حسان بن ثابت :
يناديهم يوم الغدير نبيّهم |
|
بخُمّ واسمع بالرسول مناديا |
فقال : فمَن مولاكم ونبيّكم ؟ |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا : |
إلهك مولانا وأنت نبيّنا |
|
ولم تلقَ منّا في الولاية عاصيا |
فقال له : قم يا عليّ ! فإنّي |
|
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا |
فمَن كنتُ مولاه فهذا وليّه |
|
فكونوا له أتباع صدق مواليا |
هناك دعا اللّهمّ ! والِ وليّه |
|
وكن للّذي يعادي عليّاً معاديا |
راجع : ترجمة الشاعر ورواة شعره أعلاه من علماء المسلمين في كتاب الغدير ٢ / ٣٢ وما بعدها.
الشاهد الثاني : ما فهمه الحارث بن النعمان الفهري من كلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل معترضاً علىٰ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ دعا علىٰ نفسه بقوله : اللّهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّاً ، فأمطِر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فما وصل إلىٰ راحلته حتّىٰ رماه الله سبحانه بحجر سقط علىٰ هامته ، فخرج من دبره فقتله ، وأنزل الله تعالىٰ فيه : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَٰفِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ للهِ ذِى الْمَعَارِجِ ).
انظر الحادثة في تفسير القرطبي ١٨ / ٢٧٨ ، فتح القدير ٥ / ٢٨٨.
الشاهد الثالث : ـ وهو الأهمّ ـ : استشهاد الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بالحديث بأحقّيته بالخلافة لمّا نوزع عليها في عدّة مواقف ، منها : عندما نوزع يوم الشورىٰ ، وفي أيّام عثمان ، ويوم الرحبة ، ويوم صِفّين ...
راجع تفاصيل المناشدة والاحتجاج في الغدير ١ / ١٤٦ ـ ١٨٠ ..
وانظر في الجزء نفسه من ص ١٨٠ ـ ١٩٣ : مناشدة الزهراء عليهاالسلام بالحديث ، ومناشدة الحسن والحسين عليهماالسلام بالحديث ، ومناشدة غيرهم.
أقول : إنّ فهم المخاطَبين بكلامه صلىاللهعليهوآلهوسلم وفهم الرعيل الأوّل من الصحابة أوْلىٰ من فهم المتأخّرين عنهم من الّذين يتكلّفون التأويل و .. التضليل ما استطاعوا !!
(١) أخرجه الترمذي
في سُننه ٥ / ٢٩٧ باب : مناقب عليّ برقم ٣٧١٢ ، وقال عنه :