وأخرج أحمد في مسنده قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لفاطمة عليهاالسلام : « أو ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أُمّتي سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً » (١).
وأيضاً ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله مخاطباً أصحابه : « أقضاكم عليّ » (٢).
وقد كان أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام يقول : « علّمني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ألف باب من العلم ، في كلّ باب ألف باب ، أو : كلّ باب يفتح منه ألف باب » (٣).
وكان يقول : « لا تسألوني عن آية في كتاب الله تعالىٰ ، ولا سُنّة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ أنبأتكم بذلك » (٤).
وكان يقول : « والله ! ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم أُنزلت ، وأين أُنزلت ، إنّ ربّي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً سؤولاً » (٥).
كما كان يقول : « سلوني ! والله لا تسألوني عن شيء يكون إلىٰ يوم القيامة إلاّ أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ! فو الله ما من آية إلاّ وأنا أعلم
__________________
(١) مسند أحمد ٥ / ٢٦ ، المعجم الكبير ٢٠ / ٢٣٠ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠١ ; وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني ، وفيه : خالد بن طهمان ; وثّقه أبو حاتم وغيره ، وبقيّة رجاله ثقات. انتهىٰ.
(٢) تفسير القرطبي ١٥ / ١٦٢ ، الإحكام ـ للآمدي ـ ٤ / ٢٣٧ ..
وأنظر أيضاً : فتح الباري ٧ / ٦٠ ; يذكر قول عمر : عليّ أقضانا ، الطبقات الكبرىٰ ٢ / ٣٣٨ ; وفيه قول ابن مسعود : أقضىٰ أهل المدينة : عليّ بن أبي طالب.
(٣) تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٨٥ ، كنز العمّال ١٣ / ١١٥ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٨٣ ; يرويه بسند فيه : كامل بن طلحة ، عن ابن لهيعة ; قال الذهبي : كامل صدوق ، وقال ابن عدي : لعلّ البلاء فيه من ابن لهيعة ; فإنّه مفرط في التشيّع. انتهىٰ.
قلنا : الأصل في الموضوع الصدق والإتقان ; فانظر : توثيق ابن لهيعة وإطراء العلماء له في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٩٤ ، وتاريخ دمشق ٣٢ / ١٤٣ ، ١٤٤.
(٤) أخرجه ابن كثير في تفسيره ٤ / ٢٤٨ من طريقين ، وقال : ثبت أيضاً من غير وجه.
(٥) الطبقات الكبرىٰ ٢ / ٣٣٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٩٧ ، كنز العمّال ١٣ / ١٢٨.