الشيء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل » (١).
وقال عليهالسلام من كلام له ينبّه فيه علىٰ فضيلته ؛ لقبول قوله وأمره ونهيه : « فو الّذي لا إله إلاّ هو ! إنّي لعلىٰ جادّة الحقّ ، وإنّهم لعلىٰ مزلّة الباطل » (٢).
وقال عليهالسلام عندما بلغه خروج طلحة والزبير عليه مع السيّدة عائشة وإثارتهم الفتنة ضدّه : « إنّ معي لبصيرتي ، ما لَبستُ ولا لُبس علَيَّ » (٣).
فهذه الكلمات الواردة عنه عليهالسلام دالّة بكلّ وضوح علىٰ أنّه مع الحقّ والحقّ معه ، كما أشار إلىٰ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في كلماته السابقة الّتي تلوناها عليك ، وهذا هو معنىٰ العصمة الّتي عنيناها.
وقال عليهالسلام : « عزب رأي امرئ تخلّف عنّي (٤) ؛ ما شككت في الحقّ مذ أُريتُه ».
وقال عليهالسلام في كتاب بعثه إلىٰ أهل مصر مع مالك الأشتر : « إنّي والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاّع الأرض كلّها ما باليت ، ولا استوحشت ، وإنّي من ضلالهم الّذي هم فيه ، والهدىٰ الّذي أنا عليه ، لعلىٰ بصيرة من نفسي ، ويقين من ربّي » (٥).
__________________
(١) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ١٥٧.
(٢) المزلة : مكان الزلل الموجب للسقوط في الهلكة ; نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ١٧٢.
(٣) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٣٠.
(٤) أي : لا رأي لمَن تخلّف عنّي ، ولم يطعني ، وهو كلام في معرض التوبيخ ، وقد بيّن أمير المؤمنين عليهالسلام بما يليه من الكلام أسباب وجوب اتّباعه ; راجع : نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٣٩.
(٥) « وهم طلاّع ...
إلخ » حال من مفعول « لقيتهم » ، والطلاع ـ ككُتّاب ـ : ملء