من التابعـين ـ سنة ١٠٥ هـ (١) عن ٧٣ عاماً ، وهذا يعني أنّه مولود سنة ٣٢ هـ ، أي في سنة وفاة عبد الرحمٰن بن عوف أو بعدها بسنة ، ولذلك يرىٰ ابن حجر رواية حميد عن عمر وعثمان منقطعة قطعاً (٢) ، وعثمان قد توفّي بعد عبد الرحمٰن بن عوف.
أمّا بقيّة الآيات الكريمة الّتي جاء بها الكاتب ليستدلّ بها علىٰ صلاح الصحابة جميعاً فهي ممّا لا يتمّ بها المطلوب مطلقاً ..
قال الكاتب :
« ووعدهم ـ أي الصحابة ـ جميعاً بالجنّة ، الّذين آمنوا من قبل الفتح والّذين آمنوا من بعده ، فقال سبحانه : ( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَىٰ ) الحديد ـ ١٠ ، والله لا يخلف الميعاد ، هو القائل : ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ) الأنبياء ـ ١٠١ ، ١٠٢ » (٣).
وأقول :
إنّ هذه الآيات لا تدلّ سوىٰ علىٰ أنّ الله وعد المنفقين والمقاتلين في سبيله من الصحابة الحسنىٰ ، وهي مثل قوله تعالىٰ : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ
__________________
(١) كما اختاره : أحمد ، والفلاس ، والحربي ، وابن أبي عاصم ، وابن خياط ، وابن سفيان ، وابن معين ؛ انظر : تهذيب التهذيب ٣ / ٤١.
(٢) تهذيب التهذيب ٣ / ٤٦.
(٣) ص ٦.